مدينة تحت الجليد – أسرار قاعدة كامب سنتشري المفقودة

 

مدينة تحت الجليد – أسرار قاعدة كامب سنتشري المفقودة


مدينة تحت الجليد – أسرار قاعدة كامب سنتشري المفقودة


في أعماق القطب الشمالي، تحت طبقات الجليد القاسي في غرينلاند، تكمن أطلال مدينة سرية، مدينة لم يكن يُفترض أن تُكتشف، أو بالأحرى لم يكن يُفترض أن تُنسى. كانت تعرف باسم "كامب سنتشري"، وهو مشروع عسكري أمريكي بُني خلال الحرب الباردة، لكنه سرعان ما تحول إلى لغز دفنته الثلوج لعقود. لكن مع تغير المناخ وذوبان الجليد، بدأت الأسرار تظهر إلى السطح، فهل نحن أمام اكتشاف سيعيد كتابة التاريخ؟


المشروع السري تحت الجليد


في عام 1959، قررت الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية فريدة من نوعها، قاعدة تحت الجليد! لم يكن الهدف مجرد إنشاء موقع استراتيجي، بل كان هناك مشروع أكثر غموضًا يُعرف باسم "مشروع آيسوورم" (Iceworm Project)، وهو مخطط طموح لبناء شبكة من الأنفاق تحت الثلج يمكنها احتواء وإطلاق الصواريخ النووية نحو الاتحاد السوفيتي دون أن يتم اكتشافها.


تم تصميم القاعدة لتكون مدينة حقيقية تحت الجليد، بمرافق معيشية، محطة طاقة نووية صغيرة، وحتى أنظمة لإعادة تدوير الهواء والمياه. في البداية، بدا الأمر وكأنه نجاح هندسي مذهل، لكن الأمور لم تسر كما خُطط لها.


لماذا اختفت مدينة الجليد؟


واجه المشروع مشاكل غير متوقعة. الجليد، الذي اعتُقد أنه ثابت ومستقر، كان يتحرك باستمرار، مما تسبب في تصدعات وانهيارات داخل الأنفاق. ومع زيادة التكاليف وصعوبة الصيانة، تم التخلي عن المشروع بحلول عام 1967، وتركته الولايات المتحدة مدفونًا تحت الثلج، معتقدة أنه لن يُكشف أبدًا.


لكن المفاجأة حدثت عندما بدأ الجليد في الذوبان بسبب التغير المناخي، وبدأت بعض بقايا القاعدة في الظهور من جديد. هنا بدأت الأسئلة تُطرح: ما الذي تبقى مدفونًا هناك؟ وهل كانت كامب سنتشري مجرد مشروع عسكري فاشل، أم أن هناك أسرارًا نووية لم يُكشف عنها بعد؟


الأسرار التي بدأت في الظهور


بعد عقود من الاختفاء، عادت القاعدة إلى الواجهة مع تقارير علمية أكدت وجود نفايات نووية ومواد كيميائية خطيرة لا تزال مدفونة في الجليد. ومع استمرار ذوبان القطب الشمالي، يخشى العلماء من كارثة بيئية إذا وصلت هذه المواد إلى المحيط.


البعض يعتقد أن القاعدة لم تكن مجرد موقع لإطلاق الصواريخ، بل ربما كانت تحتوي على مختبرات سرية لأبحاث متقدمة، أو حتى منشأة لاختبار تقنيات غير معروفة. نظريات المؤامرة لم تتوقف، فهناك من يزعم أن "كامب سنتشري" ربما كانت جزءًا من تجارب تتعلق بالاتصال بكائنات فضائية، أو حتى مدخلًا إلى أنفاق أعمق تحت الأرض!


هل ستكشف الثلوج عن الحقيقة؟


مع استمرار ذوبان الجليد، فإن السؤال الحقيقي ليس ما إذا كانت القاعدة ستنكشف، بل متى. العلماء يحاولون الوصول إليها قبل أن تتسبب في كارثة بيئية، لكن البعض يرى أن هناك قوى تحاول إبقاء أسرارها مدفونة.


في النهاية، تظل "كامب سنتشري" واحدة من أغرب المدن المفقودة في التاريخ، مدينة تحت الجليد، مدينة بنيت للحرب ثم تلاشت في صمت. لكن كما علمنا التاريخ، لا شيء يظل مخفيًا للأبد…


تعليقات